|| رَحَ ـيلٌ وَ انْتِظـَار ||
و حين مات النور في وضحِ النَهار
و ازدحمتْ ارتعاشات روحي بين رمادٍ
و نار..
سيدتي:
أي عمرٍ نعيشه في بلاط الظلام
و أي عمرٍ نعيشه بعدما مات فينا الانتظار..
عام.. و عام.. و عام..
فيا عمري, لم أعد أذكر يوم الرحيل
و لا أذكر كم مرة مارسنا فيها الإنتحار..
::
::
أسألها:
و ما تعرفين عن الانتظار؟!
قالت:
أعرف,
الشوق..
الحب..
الحنين..!
و أعرف أيضاً..
بكاء شمعةٍ في حضرة قلبٍ " حزين "
::
تهاوت أيامنا..
تهاوت أحلامنا..
تهاوت أمانينا..
و تسربت من بين أيدينا السنين..
تبعثرنا..
تشردنا..
و مات الطفل فينا..
و مات الشوق أيضاً..
و حتى الحب الدفين..
فيا عمري..
و أنتِ عمري..
عن أي حبٍ..
و عن أي شوق تسألين..!؟
::
::
رفّتْ أجفانها حزناً..
و في صدرها " أهٌ "
و أشلاء بقايا من أنين..
::
يا سيدتي:
اجتاح طوفان قهرٍ أمانينا..
و لم ترحم أمواجه ذاك الغريق..!
ترنحتْ تلك الأماني من ألم..
و صَبّتْ صخور البحر ملحاً..
في الجرح العميق..
عذابٌ..
هويناه..
عشقناه..
أدمنّاه..
حتى ماتتْ أحلامنا على قارعة الطريق..
شوراعُ حيِّنا..
و خرائبه..
احتضنت رفاث أحلامنا..
و أيضاً.. ذاك الحب العتيق..
رحيلٌ يسَاومنا..
حزنٌ يُمَنِينا..
و ظلامٌ يغني في نهارٍ نائم لا يستفيق...
.....
و يا سيدتي:
في أي زمان غدونا!
أزمانٌ مات الطُهر فيه!؟
أم زمانٍ يكره المطر؟
كغريبٍ ينزف سقف داره..
يتهاوى..
و يدق صوت " ناقوس الخطر "!
لا..
لن ينفعه .. الهروب..
لن ينفعه.. التواري..
و كلا..!
لن ينفعه الحذر..!
فـ..
خلف قضبان الحياة..
سجّان..
جلاده بالسوط – أضرب –
قد – أمر –
......
سرقوا أحلامنا..
صلبوا أمانينا..
و شوهوا آمالنا..
ثم قالوا ذاك..
القدر..
و أقدارنا صارت تباع يا سيدتي..
و أنتِ تناشدين نوراً..
أنزوى..
و اندحر!
......
رحيل و انتظار..
و همسة خرساء تبكي..
أعجبُ من دمعها..
تعانق الآهات..
رحيل يا سيدتي..
يقتل فيها الأمل..
النور.. و الحب..
و لا يخّلّف إلا..
شتات..
و انتظارٌ..
تجّبّر على نبض قلبٍ..
أخرسه ..
ألجمه..
فلا بنبض و لا دقات..
فالـ..
خوف يخنقنا..
و يعمينا..
يجمعنا و يفرقنا..
و يرجمنا..
آهات..
:::
::
زمن الرحيل..
خلّف فينا طفلاً..
لا يكبر ..
و لا يتنفس الهواء..
ارتجافات صدره..
اختناق..
و رفات أجفانه..
وطنٌ بلا..
سماء..
طفلٌ يا سيدتي..
لا يكبر..
نعم..
فطفل زمن الانتظار..
ليس من طين..و ماء
وللأستماع
http://drop.of.spirit.googlepages.com/r7eel